كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وحكى القاضي عياض في الشفاء عن الربيع بن أنس قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى، فأنزل الله: {طه} يعني: طأ الأرض يا محمد، وحكي عن الحسن البصري أنه قرأ: {طه} على وزن دع، أمر بالوطء، والأصل: طأ، فقلبت الهمزة هاء.
وقد حكى الواحدي عن أكثر المفسرين أن هذه الكلمة معناها: يا رجل، يريد النبي صلى الله عليه وسلم قال: وهو قول الحسن وعكرمة وسعيد ابن جبير والضحّاك، وقتادة ومجاهد وابن عباس في رواية عطاء والكلبي غير أن بعضهم يقول: هي بلسان الحبشة والنبطية والسريانية، ويقول الكلبي: هي بلغة عك.
قال ابن الأنباري: ولغة قريش وافقت تلك اللغة في هذا المعنى؛ لأن الله سبحانه لم يخاطب نبيه بلسان غير قريش.
انتهى.
وإذا تقرّر أنها لهذا المعنى في لغة من لغات العرب كانت ظاهرة المعنى واضحة الدلالة خارجة عن فواتح السور التي قدّمنا بيان كونها من المتشابه في فاتحة سورة البقرة، وهكذا إذا كانت لهذا المعنى في لغة من لغات العجم واستعملتها العرب في كلامها في ذلك المعنى كسائر الكلمات العجمية التي استعملتها العرب الموجودة في الكتاب العزيز، فإنها صارت بذلك الاستعمال من لغة العرب.
وجملة: {مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ القرءان لتشقى} مستأنفة مسوقة لتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كان يعتريه من جهة المشركين من التعب، والشقاء يجيء في معنى التعب.
قال ابن كيسان: وأصل الشقاء في اللغة: العناء والتعب، ومنه قول الشاعر:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

والمعنى: ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم، وتحسرك على أن يؤمنوا، فهو كقوله سبحانه: {فَلَعَلَّكَ باخع نَّفْسَكَ} [الكهف: 6].
قال النحاس: بعض النحويين يقول: هذه اللام في: {لتشقى} لام النفي، وبعضهم يقول: لام الجحود.
وقال ابن كيسان: هي لام الخفض، وهذا التفسير للآية هو على قول من قال: إن طه كسائر فواتح السور التي ذكرت تعديدًا لأسماء الحروف، وإن جعلت اسمًا للسورة كان قوله: {مَا أَنَزَلْنَا عَلَيْكَ القرءان لتشقى} خبرًا عنها، وهي في موضع المبتدأ، وأما على قول من قال: إن معناها: يا رجل، أو بمعنى الأمر بوطء الأرض، فتكون الجملة مستأنفة لصرفه صلى الله عليه وسلم عما كان عليه من المبالغة في العبادة.
وانتصاب {إِلاَّ تَذْكِرَةً} على أنه مفعول له لأنزلنا كقولك: ما ضربتك للتأديب إلا إشفاقًا عليك.
وقال الزجاج: هو بدل من لتشقى، أي: ما أنزلناه إلا تذكرة.
وأنكره أبو علي الفارسي من جهة أن التذكرة ليست بشقاء، قال: وإنما هو منصوب على المصدرية، أي أنزلناه لتذكر به تذكرة، أو على المفعول من أجله، أي ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به، ما أنزلناه إلا للتذكرة.
وانتصاب {تَنزِيلًا مّمَّنْ خَلَق الأرض} على المصدرية، أي أنزلناه تنزيلًا.
وقيل: بدل من قوله: {تذكرة} وقيل: هو منصوب على المدح.
وقيل: منصوب ب {يخشى} أي: يخشى تنزيلًا من الله على أنه مفعول به.
وقيل: منصوب على الحال بتأوله باسم الفاعل.
وقرأ أبو حيوة الشامي: {تنزيل} بالرفع على معنى هذا تنزيل؛ و{ممن خلق} متعلق ب {تنزيلًا} أو بمحذوف هو صفة له، وتخصيص خلق الأرض والسموات؛ لكونهما أعظم ما يشاهده العباد من مخلوقاته عزّ وجلّ، والعلى: جمع العليا، أي المرتفعة كجمع كبرى وصغرى على كبر وصغر.
ومعنى الآية: إخبار العباد عن كمال عظمته سبحانه وعظيم جلاله.
وارتفاع {;لرحمن} على أنه خبر مبتدأ محذوف كما قال الأخفش، ويجوز أن يكون مرتفعًا على المدح أو على الابتداء.
وقرئ بالجر، قال الزجاج: على البدل ممن، وجوز النحاس أن يكون مرتفعًا على البدل من المضمر في خلق، وجملة {عَلَى العرش استوى} في محل رفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف، أو على أنها خبر الرحمن عند من جعله مبتدأ.
قال أحمد بن يحيى: قال ثعلب: الاستواء: الإقبال على الشيء، وكذا قال الزجاج والفراء.
وقيل: هو كناية عن الملك والسلطان، والبحث في تحقيق هذا يطول، وقد تقدّم البحث عنه في الأعراف.
والذي ذهب إليه أبو الحسن الأشعري أنه سبحانه مستوٍ على عرشه بغير حدّ ولا كيف، وإلى هذا القول سبقه الجماهير من السلف الصالح الذي يمرون الصفات كما وردت من دون تحريف ولا تأويل.
{لَّهُ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض} أي أنه مالك كل شيء ومدبره {وَمَا بَيْنَهُمَا} من الموجودات {وَمَا تَحْتَ الثرى} الثرى في اللغة: التراب النديّ، أي ما تحت التراب من شيء.
قال الواحدي: والمفسرون يقولون: إنه سبحانه أراد الثرى الذي تحت الصخرة التي عليها الثور الذي تحت الأرض ولا يعلم ما تحت الثرى إلا الله سبحانه {وَإِن تَجْهَرْ بالقول فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السر وَأَخْفَى} الجهر بالقول: هو رفع الصوت به، والسرّ: ما حدّث به الإنسان غيره وأسرّه إليه، والأخفى من السرّ: هو ما حدّث به الإنسان نفسه وأخطره بباله.
والمعنى: إن تجهر بذكر الله ودعائه فاعلم أنه غنيّ عن ذلك، فإنه يعلم السرّ وما هو أخفى من السرّ، فلا حاجة لك إلى الجهر بالقول، وفي هذا معنى النهي عن الجهر كقوله سبحانه: {واذكر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} [الأعراف: 205].
وقيل: السر ما أسرّ الإنسان في نفسه، والأخفى منه هو ما خفي على ابن آدم مما هو فاعله وهو لا يعلمه.
وقيل: السرّ: ما أضمره الإنسان في نفسه، والأخفى منه ما لم يكن ولا أضمره أحد، وقيل: السرّ سرّ الخلائق، والأخفى منه: سرّ الله عزّ وجلّ، وأنكر ذلك ابن جرير وقال: إن الأخفى: ما ليس في سرّ الإنسان وسيكون في نفسه.
ثم ذكر أن الموصوف بالعبادة على الوجه المذكور هو الله سبحانه المنزه عن الشريك المستحق لتسميته بالأسماء الحسنى فقال: {الله لا إله إِلاَّ هُوَ لَهُ الأسماء الحسنى} فالله خبر مبتدأ محذوف، أي الموصوف بهذه الصفات الكمالية الله، وجملة.
{لا إله إلا هو} مستأنفة لبيان اختصاص الإلهية به سبحانه، أي لا إله في الوجود إلا هو، وهكذا جملة: {له الأسماء الحسنى} مبينة لاستحقاقه تعالى للأسماء الحسنى، وهي التسعة والتسعون التي ورد بها الحديث الصحيح.
وقد تقدم بيانها في قوله سبحانه: {وَللَّهِ الأسماء الحسنى} [الأعراف: 180]. من سورة الأعراف والحسنى تأنيث الأحسن، والأسماء مبتدأ وخبرها الحسنى.
ويجوز أن يكون الله مبتدأ وخبره الجملة التي بعده، ويجوز أن يكون بدلًا من الضمير في يعلم. ثم قرّر سبحانه أمر التوحيد بذكر قصة موسى المشتملة على القدرة الباهرة، والخبر الغريب، فقال: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ موسى} الاستفهام للتقرير، ومعناه: أليس قد أتاك حديث موسى. وقيل: معناه قد أتاك حديث موسى. وقال الكلبي: لم يكن قد أتاه حديث موسى إذ ذاك. وفي سياق هذه القصة تسلية للنبيّ صلى الله عليه وسلم لما يلاقيه من مشاق أحكام النبوّة، وتحمل أثقالها ومقاساة خطوبها، وأن ذلك شأن الأنبياء قبله. والمراد بالحديث القصة الواقعة لموسى.
و{إِذْ رَأَى نَارًا} ظرف للحديث. وقيل: العامل فيه مقدر، أي اذكر. وقيل: يقدر مؤخرًا أي حين رأى نارًا كان كيت وكيت، وكانت رؤيته للنار في ليلة مظلمة لما خرج مسافرًا إلى أمه بعد استئذانه لشعيب فلما رآها {قَالَ لأَهْلِهِ امكثوا} والمراد بالأهل هنا: امرأته، والجمع لظاهر لفظ الأهل أو للتفخيم؛ وقيل: المراد بهم المرأة والولد والخادم، ومعنى {امكثوا}: أقيموا مكانكم، وعبر بالمكث دون الإقامة؛ لأن الإقامة تقتضي الدوام، والمكث ليس كذلك.
وقرأ حمزة: {لأهله} بضم الهاء، وكذا في القصص.
قال النحاس: وهذا على لغة من قال: مررت بهو يا رجل، فجاء به على الأصل وهو جائز، إلا أن حمزة خالف أصله في هذين الموضعين خاصة.
{إِنّي آنَسْتُ نَارًا} أي أبصرت، يقال: آنست الصوت سمعته، وآنست الرجل: أبصرته.
وقيل: الإيناس: الإبصار البين.
وقيل: الإيناس مختص بإبصار ما يؤنس.
والجملة تعليل للأمر بالمكث، ولما كان الإتيان بالقبس، ووجود الهدى متوقعين بني الأمر على الرجاء، فقال: {لَّعَلّي آتِيكُمْ مّنْهَا بِقَبَسٍ} أي أجيئكم من النار بقبس.
والقبس: شعلة من النار، وكذا المقباس، يقال: قبست منه نارًا أقبس نارًا قبسًا فأقبسني، أي أعطاني وكذا اقتبست.
قال اليزيدي: أقبست الرجل علمًا وقبسته نارًا، فإن كنت طلبتها له قلت: أقبسته.
وقال الكسائي: أقبسته نارًا وعلمًا سواء، قال: وقبسته أيضًا فيهما.
{أَوْ أَجِدُ عَلَى النار هُدًى} أي هاديًا يهديني إلى الطريق ويدلني عليها.
قال الفراء: أراد هاديًا، فذكره بلفظ المصدر، أو عبر بالمصدر لقصد المبالغة على حذف المضاف، أي ذا هدى، وكلمة {أو} في الموضعين لمنع الخلوّ دون الجمع، وحرف الاستعلاء للدلالة على أن أهل النار مستعلون على أقرب مكان إليها.
{فَلَمَّا أتاها نُودِيَ} أي: فلما أتى النار التي آنسها {نُودِيَ} من الشجرة، كما هو مصرّح بذلك في سورة القصص، أي من جهتها، ومن ناحيتها {نُودِيَ ياموسى إِنّي أَنَاْ رَبُّكَ} أي نودي، فقيل: يا موسى.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن وحميد واليزيدي: {أني} بفتح الهمزة، وقرأ الباقون بكسرها، أي بأني.
{فاخلع نَعْلَيْكَ} أمره الله سبحانه بخلع نعليه؛ لأن ذلك أبلغ في التواضع، وأقرب إلى التشريف والتكريم وحسن التأدب.
وقيل: إنهما كانا من جلد حمار غير مدبوغ.
وقيل: معنى الخلع للنعلين: تفريغ القلب من الأهل والمال، وهو من بدع التفاسير، ثم علل سبحانه الأمر بالخلع فقال: {إِنَّكَ بالواد المقدس طُوًى} المقدّس: المطهر.
والقدس: الطهارة.
والأرض المقدّسة: المطهرة؛ سميت بذلك؛ لأن الله أخرج منها الكافرين وعمرها بالمؤمنين، و{طوى} اسم للوادي.
قال الجوهري: وطوى: اسم موضع بالشام يكسر طاؤه ويضم، يصرف ولا يصرف، فمن صرفه جعله اسم وادٍ ومكان وجعله نكرة ومن لم يصرفه جعله بلدة وبقعة وجعله معرفة، وقرأ عكرمة: {طوى} بكسر الطاء، وقرأ الباقون بضمها.
وقيل: إن طوى كثنى من الطي مصدر لنودي، أو للمقدس، أي نودي نداءين، أو قدس مرة بعد أخرى.
{وَأَنَا اخترتك} قرأ أهل المدينة، وأهل مكة وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي {وأنا اخترتك} بالإفراد.
وقرأ حمزة: {وإنا اخترناك} بالجمع.
قال النحاس: والقراءة الأولى أولى من جهتين: إحداهما أنها أشبه بالخط، والثانية أنها أولى بنسق الكلام لقوله: {ياموسى إِنّى أَنَاْ رَبُّكَ} ومعنى {اخترتك}: اصطفيتك للنبوّة والرسالة، والفاء في قوله: {فاستمع لِمَا يُوحَى} لترتيب ما بعدها على ما قبلها و{ما} موصولة أو مصدرية، أي فاستمع للذي يوحى إليك، أو للوحي، وجملة {إِنَّنِى أَنَا الله} بدل من ما في: {لما يوحى}.
ثم أمره سبحانه بالعبادة، فقال: {فاعبدنى} والفاء هنا كالفاء التي قبلها؛ لأن اختصاص الإلهية به سبحانه موجب لتخصيصه بالعبادة {وأقم الصلاة لذكري} خصّ الصلاة بالذكر مع كونها داخلة تحت الأمر بالعبادة، لكونها أشرف طاعة وأفضل عبادة، وعلل الأمر بإقامة الصلاة بقوله: {لذكري} أي لتذكرني فإن الذكر الكامل لا يتحقق إلا في ضمن العبادة والصلاة، أو المعنى: لتذكرني فيهما لاشتمالهما على الأذكار، أو المعنى: أقم الصلاة متى ذكرت أن عليك صلاة.
وقيل: المعنى: لأذكرك بالمدح في عليين، فالمصدر على هذا يحتمل الإضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول.
وجملة {إِنَّ الساعة ءَاتِيَةٌ} تعليل لما قبلها من الأمر، أي إن الساعة التي هي وقت الحساب والعقاب آتية، فاعمل الخير من عبادة الله والصلاة.
ومعنى {أَكَادُ أُخْفِيهَا}: مختلف فيه.
قال الواحدي: قال أكثر المفسرين: أخفيها من نفسي، وهو قول سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة.
وقال المبرد وقطرب: هذا على عادة مخاطبة العرب يقولون إذا بالغوا في كتمان الشيء: كتمته حتى من نفسي، أي لم أطلع عليه أحدًا؛ ومعنى الآية: أن الله بالغ في إخفاء الساعة، فذكره بأبلغ ما تعرفه العرب.
وقد روي عن سعيد بن جبير أنه قرأ: {أخفيها} بفتح الهمزة، ومعناه: أظهرها.
وكذا روى أبو عبيد عن الكسائي عن محمد بن سهل عن وفاء بن إياس عن سعيد ابن جبير.
قال النحاس: وليس لهذه الرواية طريق غير هذا.
قال القرطبي: وكذا رواه ابن الأنباري في كتاب الردّ قال: حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن الجهم، حدثنا الفراء حدثنا الكسائي فذكره.
قال النحاس: وأجود من هذا الإسناد ما رواه يحيى القطان عن الثوري عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير أنه قرأ {أخفيها} بضم الهمزة.
قال ابن الأنباري: قال الفراء: ومعنى قراءة الفتح: أكاد أظهرها، من خفيت الشيء: إذا أظهرته أخفيه.
قال القرطبي: وقد قال بعض اللغويين: يجوز أن يكون {أخفيها} بضم الألف معناه: أظهرها؛ لأنه يقال: خفيت الشيء وأخفيته من حروف الأضداد يقع على الستر والإظهار.
قال أبو عبيدة: خفيت وأخفيت بمعنى واحد.
قال النحاس: وهذا حسن، وقد أنشد الفراء وسيبويه ما يدل على أن معنى أخفاه أظهر، وذلك قول امرئ القيس:
فإن تكتموا الداء لا نخفه ** وإن تبعثوا الحرب لا نقعد

أي: وإن تكتموا الداء لا نظهره.
وقد حكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب أنه بضم النون من نخفه، وقال: امرؤ القيس:
خفاهن من أنفاقهن كأنما ** خفاهن ودق من عشيّ مُجَلَّب

أي أظهرهن.
وقد زيف النحاس هذا القول وقال: ليس المعنى على أظهرها، ولاسيما و{أخفيها} قرأءة شاذة، فكيف تردّ القراءة الصحيحة الشائعة.
وقال ابن الأنباري: في الآية تفسير آخر، وهو أن الكلام ينقطع على: {أكاد} وبعده مضمر، أي أكاد آتي بها، ووقع الابتداء بأخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى، ومثله قول عمير بن ضابىء البرجمي:
هممت ولم أفعل وكدت وليتني ** تركت على عثمان تبكي حلائله

أي وكدت أفعل.